يصبو رئيس الحكومة، من خلال محاربة الفساد، إلى السيطرة على أبعاد هذا الخطر الوبيل الذي يقتضي الذّود عن سلامة الوطن و رفد قوى الصّمود فيه. و بصرف النظر عن هذه الحرب الشعواء التي لن تحط أوزارها حتى يتم إرساء نظام اقتصادي سليم يتيسر، في إطاره، تطهير عمليات التبادل و الاستثمار و تعضيد المشاريع التي يمكن أن تغير دفة الاقتصاد الوطني برمته، إن احكم التصرف فيها.
و في ظلّ الآراء المتباينة و بعض الرؤى المغرضة، يظل الإنسان حائرا يستجمع بقايا صبره و هو ممزق بين الغمز و الهمز و اللمز تارة و بين التحاليل المبتورة أو المجحفة طورا. و هكذا، تطالعنا الشاشة ببعض الوجوه التي يعرب أصحابها بتطارف و تزلف عن مساندتهم لرئيس الحكومة و قد أضحوا بالأمس البعيد و حتى القريب ضالعين حتى النخاع في قضايا فساد يعسر حصرها. كما تقرع آذاننا أراء غريبة، عبر الأثير، حول مستقبل تونس الذي يصورونه، في مخيال المستمع، قاتما أدهما. و منهم من يتكلم بنبرة حادة و عصبية بارزة مضخما المسألة خدمة لدعاية شخصية أو مآرب حزبية، غير مكترث للرائحة الكريهة المنبعثة من حباله الصوتية و هو موغل في الهذيان و النبيح. لقد صدق الناظم حين قال: " إذا كان الغراب دليل قوم *** أتى بهم على جياف الكلاب.
إنّ الصادقين، في الوقت الراهن، غير سالمين من الملل الذي بدأ يتسرب إلى القلوب فضلا عن محاولة التخلص من هاجس الريبة في سياق شتّى المطالب و المشارب لاستنجاز الوعود الكثيرة التي ما فتئ الناس يتلقونها بين الفينة و الأخرى.
و نحن إذ نؤيد استئصال جذور الفساد كي يوأد في المهد، نؤكد أنه من الضروري تعزيز سلك القضاء حتى يتمكن الأشراف من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، ديدنهم تطبيق مبادئ الإنصاف و العدل و رد الأمانات إلى أهلها بعيدا عن الولاءات الزائفة و المهاترات العقيمة. و من البديهي أن يعطى كذلك سلك المحاماة رسالات نبله حتى يظل الأحرار متمسكين بالنزاهة و الدفاع عن القيم المقدسة التي تشترطها المهنة الضاربة في القدم لأن "العود لا يستقيم و الضل أعوج".
و نحن إذ نؤيد استئصال جذور الفساد كي يوأد في المهد، نؤكد أنه من الضروري تعزيز سلك القضاء حتى يتمكن الأشراف من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل، ديدنهم تطبيق مبادئ الإنصاف و العدل و رد الأمانات إلى أهلها بعيدا عن الولاءات الزائفة و المهاترات العقيمة. و من البديهي أن يعطى كذلك سلك المحاماة رسالات نبله حتى يظل الأحرار متمسكين بالنزاهة و الدفاع عن القيم المقدسة التي تشترطها المهنة الضاربة في القدم لأن "العود لا يستقيم و الضل أعوج".
و أخيرا، نعتقد أن التاريخ زاخر بالأمثال التي بينت لنا، بما لا يدع مجالا للمكابرة و الجدل، أن غياب الإرادة الحقيقية و الأمانة الفكرية غالبا ما تؤدي إلى تشعب المسار و الحياد عن الصواب. و لعل قانون سكسونيا أكبر دليل على مغبة سوء الاستهداف لغاية في نفس يعقوب. كما نرى أنّ الفساد المالي أو السياسي يكاد يكون مرتبطا ارتباطا عضويا بالفساد أو المسخ أو الفسق الثقافي. ألم يأن لأهل الذكر و القرار أن يعكفوا على معضلة التسيب و التهافت في هذا المجال الحيوي الذي توليه الشعوب المحترمة لذواتها أهمية قصوى. إن الثقافة في معتقدات هذه الأقوام تفوق الخبز و زقزقة عصافير البطون.
علي بن عمر الزواوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق