الكاتبة سيرين عبىدي :المرأة الريفية وإنتخاباتكم

المرأة الريفية هي الورقة الرابحة في البرامج الإنتخابية .تستخدمها المنابر الإعلامية كمادة ثرية لإستمالة القلوب ..لكن من هي هذه المرأة التي نسمع عنها ولانراها ؟

هي المرأة التي تستيقظ فجرا كل يوم . لاتستطيع الإعتصام للمطالبة بعطلة أو تغطية إجتماعية .تستعمل  ماء البئر للتنظيف  وتأتي بالماء شبه الصالح للشراب من العيون البعيدة لأن الدولة لاتملك الوقت لإيصال الماء للمناطق المهمشة التي لاتراها الكاميرا . تعد الملاوي أو الطابونة مستمتعة بالدخان الذي يسرق بصرها يوما تلو الاخر ..تقدم الطعام لأولادها وتضع فطورها لتلتحق بسيارة مترهلة  رفقة جاراتها .يجعلهن السائق  كالبنيان المرصوص في ظروف لا إنسانية تسرق الآلاف منهن كل سنة في ظل صمت المجتمع المدني .تعمل حتى المغرب في الحصاد ,جني الزيتون ,جمع الخضروات  في مكان عملهن (السواني) تعمل ساعات كثيرة مقابل أجر زهيد أو بتعويضه ببعض المنتوجات الغذائية  كلون من  الإستعباد المتحضر .ليأخذ زوجها أو إبنه أو والدها أجرها ليصرفه في المقاهي ولعب الورق إما برضاها أو بإستعمال القبضة الحديدية .

كما يتم حرمانها من حقها في التعليم ,يتم تزويجها في سن مبكرة دون رضاها ,يتم إرسالها للعمل في تنظيف البيوت .. سعى المجلس التأسيسي النائم أو الفارغ في معظم الأحيان لسن قوانين لحماية المرأة إلا أنها ظلت حبرا على ورق  ..

قبل أن تطالبوا المرأة الريفية بالترشح للإنتخابات البلدية ,وفروا التيار ,الماء ,التعليم الحياة الكريمة ,إنشروا الوعي وسنوا القوانين الزجرية التي تمنع إستغلالها وبالله عليكم طبقوها  وستكون المرأة الريفية خير شريك في العملية السياسة والإجتماعية .